السحر الأسود هذا السحر ما هو إلا عبارة عن نوع من أنواع السحر فقط، وقد اختير له هذا الاسم لأنه مختص بجلب الضرر للمسحور، سواء كان الضرر في قلب المسحور أو جسمه، ولا يستخدم للمنفعة كزيادة الدخل أو جلب الحبيب أو الحفاظ على العذرية قبل الزواج أو غيرها من أهداف السحر التقليدية، وقيل أنه من سحر الفراعنة وأن اسمه منسوب لكتاب السحر الأسود الذي وجد في مقبرة فرعونية على حد زعم بعض السحرة، وقاموا بدورهم بتقسيم السحر إلى الأسود والأبيض، وأطلقوا على السحر الذي يجلب المنفعة بالسحر الأبيض على عكس الأسود.[١] وبطبيعة أحوال السحر عامة فإن للسحر أسس وطرق تحضير وأحكام شرعية وغيرها من الجوانب المتعلقة به، وقد تتميز أعراض السحر الأسود شيئا ما عن باقي أنواع السحر.
أعراض السحر الأسود كما ذكر، فإن السحر الأسود مختص بجلب الضرر على المسحور فقط دون أي منفعة لأي طرف سواء الساحر أو المسحور، وغالبًا فإن أعراض السحر بشكل عام تكون في موضع شك، حيث أنها قد تأتي من الوسواس لا أكثر، إلا أن أعراض السحر الأسود تكون أقوى نسبيًا وتلازم المسحور لفترات متواصلة، وقد قسم البعض من أهل الاختصاص أعراض السحر الأسود إلى ثلاثة أقسام
أعراض عامة: وهي ما قد تبدوا وكأنها أعراض نفسية عامة كالتوتر المزمن دون أسباب واضحة، وكذلك تدهور الحالة النفسية والتي قد يصل الحال بالمسحور إلى الرغبة بالانتحار، الإصابة ببعض الأمراض التي يصعب تشخيصها طبيًا، رؤية الكوابيس بصورة متكررة والتي قد تحتوي على الحيوانات المفترسة في بعض الأحيان[٢]. أعراض وهمية: كأن يسمع المسحور بعض الأصوات التي تهمس له أو تأمره بالأعمال الضارة كالزنا أو القتل أو الانتحار، وربما يشعر بوقوف شخص ما بجانبه أثناء نومه، أو يرى الظلال حوله[٣]. أعراض المس الشيطاني: على الرغم من عدم الاتفاق بالآراء في هذا النوع من الأعراض، إلا أنه متفق على وجودها، كازدياد لمعان العين وازدياد معدل شرب الماء وكذلك ازدياد معدل التثاؤب، عدم تقبل الروائح العطرية وتأويل العقل لها على أنها روائح كريهة، وربما يصاحبه رائحة فم كريهة عند المسحور، وأيضا جفاف الجلد سريعا في بعض الأحيان[٢]. وكما أن هذه الأعراض قد لا تدل دائما على أعراض السحر الأسود، فقد تكون هناك بعض الأعراض الأخرى التي تندرج تحت أعراض السحر الأسود ولم نذكرها. رأي الإسلام في السحر الأسود مما لا شك فيه ولا خلاف أن السحر وتعاطيه أو تعلمه هو محرم شرعًا، بل هو من الشرك حيث قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[٤] فقد بين الله -تعالى- أن صفة الكفر كان سببها تعليم الناس السحر، ولذلك فإن تعاطي السحر أو تعلمه يعد من الموبقات السبع كما بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي ينبغي الابتعاد عنها كل البعد، ومن عظيم أمر السحر في الإسلام أن جعل حد الساحر القتل إن لم يقبل بالتوبة كما أمر سيدنا عمر -رضي الله عنه- مبعوثيه إلى الشام حيث كتب لهم: أن يقتلوا كل ساحر وساحرة.[٥] وأما السحر الأسود فهو ليس إلا جزء لا يتجزأ من السحر بشكل عام، بل هو من أشد أنواع السحر تنافيًا مع الإيمان لما يتضمنه من طلاسم وعقد لا تخلو من الشرك بالله، وغالبًا ما يستعان بالشياطين في تفاصيله، بل يصل الأمر في بعض الأحيان لعبادة الشطان نفسه
مركز أبو وليد مدينه طنجة
0605421157
0680065964